مستجدات حفظ العقل في ضوء الدراسات البينية
Lieu: كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز | Ville: فاس, المغرب
العقل هو أساس إنسانية الإنسان وقوام فطرته، ومناط التكليف والمسؤولية فيه، ومن موارد الاجتهاد والاستنباط، وهو المحل الذي تنبجس منه حضارة الأمة والضامن لعزتها وشهادتها على الناس، ومن ثم وجب على الأمة المحافظة على كل عنصر من عناصرها سليماً معافى في عقله لأنه يمدها بالخير والنفع، وإذا اختل العقل الإنساني اختل نظام الأمة بوجه ما، وعلى هذا يجب على الإنسان أن يعلم أن عقله ليس خالصاً له، بل للمجتمع فيه حق، وهو حق الله تعالى في عقله ومن هنا وجبت المحافظة عليه وعدم تعريضه للتلف أو الانحراف صيانة لحق الله فيه.
وقد سجل تاريخ الإنسانية اهتماما متفاوتا بالعقل في حضاراتها المختلفة، بحثا في جوهره وماهيته، وكشفا عن قوانينه وكيفيات عمله، واستثمارا لقدراته وامكاناته في توسيع دائرة المعلومات وتضييق دائرة المجهولات من أجل تطوير الفكر وبناء الحضارة.
علما أن عقول الناس تتفاوت في الإدراك والفهم، لذلك كانت معالجة العلماء المسلمين للعقل تنطلق من رؤية شمولية تجمع بين أكثر من علمين في آن واحد، فتجدهم يعالجون المشاعر إضافة إلى السلوك الإنساني، لأن العقل له أبعاد متنوعة ونظرة شمولية كلية للأمور والأحداث.
Propulsé par iCagenda