علم النفس في المغرب بين واقع التنظير ورهانات التطبيق
Venue: كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس | المدينة: فاس, المغرب
على مدى ما ينيف عن قرن وأربعة عقود عن لحظة تأسيسه العلمي عاش علم النفس في قلب مخاضات عديدة عبر عنها بلغة الثنائيات في أكثر الأحيان على غرار ثنائية الموضوع والمنهج، وثنائية الذاتية والموضوعية، والمحلية والكونية، وموقع علم النفس بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية، وأخيرا مراوحة علم النفس بين التنظير والممارسة التطبيقية. وعلى الرغم من أن علم النفس ما فتئ يغير موضوعه وطرقه وتقنياته ومناهجه على امتداد تاريخه القصير نسبيا، إلا أنه بات يحدد حسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس بأنه الدراسة العلمية للذهن والسلوك. وبذلك، أمسى علم النفس في مفترق طرق مفتوح على ميادين وتخصصات متعددة تغطي كلا من التفكير الإنساني والسيرورات المعرفية، والسلوك، والنمو، والشخصية، والانفعال، والصحة النفسية، والدافعية والسيكولوجيا الإكلينيكية، والسلوك الاجتماعي وغيرها. من المعلوم أن علم النفس هو، في آن واحد، ميدان النظرية والبحث والممارسة؛ فهو مجال أكاديمي وتطبيقي يستفيد من نتائجه ومكتسباته الفرد والمجتمع على حد سواء. فإن كان ثمة قطاع لا بأس به من السيكولوجيا قد ندب نفسه لتشخيص وعلاج الاضطرابات الذهنية، فإن هذا ليس سوى رأس جبل الجليد حين الحديث عن تأثير علم النفس بعامة.
Powered by iCagenda